( الزكاة)
وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم السعاة
لجباية الزكاة.
وقد تكرر ذكرها في القرآن، وكلما ذكرت الصلاة – في الغالب - ذكرت في جانبها الزكاة؛ قال تعالى:. {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
{إِلاَّ المُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) والَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ} [المعارج: 22-25]،
والحق المعلوم هو الزكاة.
وقال تعالى عنها: {إنما الصدقات} أي الزكاة {للفقراء والمساكين} [التوبة: 60] .
لما أوجبها على عباده بين مصارفها تأكيدًا لشأنها.
وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم بِهَا وصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [التوبة: 103]،
وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ}، ولم يقل خذ أموالهم؛ لأن الزكاة حد محدود من المال، لا يضر بأصحاب الأموال، وإنما يعود عليهم بالنفع والبركة،
ولذلك قال: {تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم بِهَا} فهي تعود عليهم بالطهارة والنماء في أموالهم، وفي أعمالهم وحسناتهم.
ويتكرر ذكر الزكاة في القرآن: تارة مقرونة مع الصلاة، وهو الغالب، وتارة تأتي وحدها مما يدل على أهميتها.
ولما منع قوم دفع الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم أبو بكر الصديق ومعه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال. : (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه)[ متفق عليه من قول أبي بكر].